لا يظهر تأثير أسعار النفط على أسهم شركات الطاقة بشكل مباشر حيث تتحكم جملة من العوامل الأخرى في سعر السهم وجاذبيته، ما يجعل من هذه العلاقة محل دراسة دائمة وتشكك مستمر للوقوف بدقة على مدى هذا التأثير.
يعتمد أصحاب النظريات المؤيدة لوجود ارتباط بين أسعار النفط والأسهم بشكل عام على مدى مساهمة ارتفاع سعر برميل النفط في تحقيق الرخاء و تخفيف الأعباء المالية وزيادة القدرة على توليد الأرباح بما يتيح جذب مستثمرين جدد وزيادة الطلب على السهم.
تتعرض أسهم شركات الطاقة لمجموعة من التحديات التي قد تؤثر عليها كما يمكن أن تؤثر كذلك على أداء البورصة والأسهم الأخرى نتيجة الآثار الجانبية لهذه التحديات.
تأثير أسعار النفط على أسهم شركات الطاقة
تؤثر أسعار النفط على أسعار أسهم شركات الطاقة والصناعات المعتمدة عليها بالإضافة إلى وجود تداعيات أوسع على الاقتصاد بما يتطلب من المتداولين تعديل استراتيجيات التداول الخاصة بهم بناء على تغيرات السوق.
تحدَد أسعار النفط بناء على مجموعة من العوامل منها:
- مستويات العرض والإنتاج.
- أنماط الطلب والاستهلاك العالمية.
- المخزونات.
- الصراع والتوترات السياسية.
الدول الرئيسية المنتجة للنفط “أوبك” تلعب الدور الأهم في تحديد أسعار النفط حيث تؤثر بشكل كبير على إمدادات النفط العالمية من خلال قرارات الإنتاج وحصص الدول الأعضاء، ويمكن لخفض أو زيادة إنتاج أوبك أن يؤثر بشكل مباشر على توافر النفط في السوق مما يؤثر على ارتفاع الأسعار أو انخفاضها.
العلاقة بين أسعار الأسهم ونفط مازالت قيد الدراسة فبينما تؤكد بعض الإحصائيات والدراست وجود علاقة قوية بين المتغيرين إلا أن دراسات اخرى ما زالت لا ترى في ارتفاع سعر النفط أثر على سوق الأسهم
العلاقة بين أسعار النفط والأسهم
هناك علاقة بين أسعار النفط وأسعار الأسهم وذلك لتأثير النفط على مختلف قطاعات الاقتصاد حيث يعد النفط عامل حاسم للعديد من الصناعات “خاصة قطاع الطاقة”، وقد يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى زيادة تكاليف الشركات التي تعتمد عليه في الإنتاج أو النقل مثل شركات الطيران والشحن وشركات التصنيع، ونتيجة لذلك قد تشهد هذه الشركات انخفاض في ربحيتها عند ارتفاع أسعار النفط ما قد يؤثر سلبا على أسعار أسهمها والعكس صحيح.
تأثير أسعار النفط على أسهم شركات الطاقة يمكن أن يفهم من خلال عناصر القيمة والربحية حيث تكتسب أصول الشركات المنقبة أو المسؤولة عن تكرير البترول قيمة أكبر مع مرور الوقت، وتزداد قيم هذه الأصول مع ارتفاع أسعار النفط، ومع القدرة المتنامية للشركات في توليد الربح يحصل المساهمين على عوائد أكبر ما يعزز ارتفاع قيمة السهم بشكل أكبر.
التضخم وأسعار الفائدة
يمكن أن تؤثر أسعار النفط إيجابا أو سلبا على الضغوط التضخمية وسياسات البنوك المركزية، فعندما ترتفع أسعار النفط بشكل كبير قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع التضخم نتيجة لارتفاع تكاليف الإنتاج ونفقات النقل، ونتيجة لذلك قد ترفع البنوك المركزية أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم ما قد يكون له تداعيات أوسع نطاقا على أسواق الأسهم كما أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يزيد من تكاليف الاقتراض للشركات، وهو ما يضعف النمو الاقتصادي ويؤثر على أسعار الأسهم والعكس صحيح.
بشكل أوضح تأثير أسعار النفط على أسهم شركات الطاقة مرتبط بعوامل الفائدة وقدرة شركات الطاقة على الوفاء بتعهداتها المالية للبنوك حيث تؤثر معدلات الفائدة بشكل مباشر على تكاليف الإنتاج ومستويات التصنيف الإئتماني والسيولة وحجم الدين، وفي حالة عدم قدرة الشركات على تسديد الديون أو هروب الاستثمارات إلى ملاذات اكثر أمانا فإن قيمة أسهم شركات الطاقة تتراجع.
العوامل الجيوسياسية
يمكن للأحداث الجيوسياسية كالصراعات في المناطق المنتجة للنفط أو حولها أو انقطاع الإمدادات أن تؤثر بشكل كبير على أسعار النفط، على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي التوترات في الشرق الأوسط أو الاضطرابات في الدول الرئيسية المنتجة للنفط إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط بسبب محدودية المعروض حيث يمكن أن تسبب هذه الأحداث حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية وهو ما يؤثر على معنويات المستثمرين وينتج عنه تقلبات حادة في أسعار الأسهم.
تأثير أسعار النفط على أسهم شركات الطاقة يمكن أن يحدث نتيجة لجوء المستثمرين في هذه الحالة إلى تنويع محافظهم للمحافظة على درجة مخاطر مقبولة وهو ما يعني تقليص حصة الأسهم الخاصة بهم في شركات الطاقة مقابل شراء أسهم قيمة أو أسهم دفاعية، ويعني ذلك انخفاض سعر سهم هذه الشركات وحدوث خسائر لها
النمو الاقتصادي والطلب
خلال فترات النمو الاقتصادي القوي يزداد الطلب على النفط بشكل ملحوظ ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في مثل هذه الحالات قد تشهد أسواق الأسهم أداء إيجابي بفضل صحة الاقتصاد العامة بينما يكون العكس صحيحا في حالة التباطؤ الاقتصادي.
تأثير أسعار النفط على أسهم شركات الطاقة في هذه الحالة مرتبط بالرخاء الاقتصادي وارتفاع القدرة الشرائية وانخفاض مستوى المخاطر نتيجة وتيرة الإنتاج المرتفعة والمعتمدة بشكل أساسي على مصادر الطاقة المختلفة حيث تعد هذه المؤشرات بشكل عام “مؤشرات صحية ومحفزة” عن السوق والوضع الاقتصادي.
أسعار النفط وتقلب الأرباح
يمكن أن تؤدي التقلبات قصيرة الأجل في أسعار النفط إلى تقلبات في أرباح الشركات العاملة في قطاعات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنفط مثل النقل والطيران والتصنيع، ويمكن أن تؤدي الزيادات المفاجئة في أسعار النفط إلى ارتفاع تكاليف المدخلات ما يؤثر على هوامش الربح ويؤدي إلى انخفاض الأرباح وأسعار الأسهم.
تأثير أسعار النفط على أسهم شركات الطاقة مرتبط بأداء القطاع وظروف السوق على سبيل المثال، تواجه الأسواق الناشئة الغير منتجة للنفط تحديات مستمرة في تدبير احتياجاتها من الطاقة، ومع ارتفاع سعر البرميل تزداد تكلفة إنتاج ونقل الطاقة ما يضع على الشركات في هذه الأسواق أعباء إضافية قد لا تمكنها من تحقيق أرباح
أثر الطاقة الخضراء والمستدامة
إحدى أسوأ نتائج استهلاك مصادر الطاقة الهيدروكربونية هو غاز ثاني اكسيد الكربون الناتج عن عمليات الاحتراق الضرورية لإطلاق الطاقة وتشغيل المعدات الميكانيكية، ويساهم غاز (CO2) في حدوث ظاهرة البيت الزجاجي أو ما يعرف عالميا باسم “الاحتباس الحراري، وهي ظاهرة تعني ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بشكل مستمر مع عدم القدرة على تبديد هذه الحرارة، وهو ما ينتج عنها ظواهر بيئية مدمرة.
يتجه المستثمرين إلى الاستثمار في شركات الطاقة الخضراء كوسيلة لتحفيز إنتاج صورة الطاقة النظيفة الصديقة للبيئة التي تلبي معايير الاستدامة البيئية، هذا الاتجاه في الاستثمار وان كان لا يشكل في الوقت الحالي عائقا أو تهديدا للاستثمار في شركات الطاقة المنتجة للنفط، إلا أن التقارير المستقبلية تؤكد على وجود تنافس شرس بين شركات الطاقة النظيفة وشركات النفط.
تأثير أسعار النفط على أسهم شركات الطاقة يمكن أن يرتبط بتراجع معدلات الطلب وانخفاض سعر البرميل نتيجة توافر بديل كفء قادر على تلبية متطلبات التشغيل ن ويعني ذلك عدم جاذبية هذه الأسهم للاستثمار مقابل شركات الطاقة النظيفة.
محفظة استثمارية متوازنة
على الرغم من أن تأثير أسعار النفط على أسهم شركات الطاقة مازال قيد الدراسة، إلا أنه تطبيق استراتيجية تداول فعالة يمكن أن تساهم في التخفيف من الآثار السلبية في الظروف الغير مواتية كما يمكنها تعزيز النتائج الإيجابية في الظروف الطبيعية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
- الاستثمار في شركات طاقة مختلفة.
- الاستثمار في قطاعات مختلفة.
- استخدام المشتقات المالية.
- تنويع الأصول.
- استخدام أوامر التداول المختلفة للحد من الخسارة.
تأثير أسعار النفط على أسهم شركات الطاقة هو علاقة متداخلة ومتشعبة لا تظهر بشكل مباشر يمكن قياسه كما لا يمكن إقرار نمط معين يمكن على أساسه تحديد تصور دقيق.
